كيف يحمي كوب الكاكاو قلبك؟
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Wednesday, 10-Dec-2025 07:18

تزداد الأدلة العلمية التي تربط بين الجلوس لفترات مطوّلة وتراجع صحة القلب والأوعية، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة عالية. يبدو أنّ البقاء في وضعية الجلوس لساعات يُشبه تثبيت جهاز حيّ على وضع «الانتظار»: يُضعف مرونة الشرايين، يُعطِّل تدفّق الدم، ويرفع مخاطر الاضطرابات القلبية الوعائية. 

الأبحاث الحديثة ركّزت على حلول غذائية يمكن أن تشكّل حماية فسيولوجية عند الاضطرار للجلوس الطويل، وكان أبرزها دور مركّبات الفلافانولات المستخلصة من الكاكاو.

 

الدراسة التي أجرتها جامعة برمنغهام جاءت لتضع هذه الفكرة تحت المجهر. 40 رجلاً أصحاء خضعوا إلى اختبار بسيط: الجلوس لساعتَين متواصلتَين. المجموعة التي شربت مشروباً منخفض الفلافانولات أظهرت بعد الجلسة هبوطاً واضحاً في قدرة الأوعية على التمدُّد استجابةً لتدفّق الدم، وهي عملية تُعرَف بقياس توسّع الأوعية المعتمد على التدفّق. هذا التراجع انعكس في انخفاض مرونة الشرايين، تباطؤ تدفّق الدم، وارتفاع ضغط الدم الانبساطي، ما يُشير إلى تأثير مباشر وفوري للجلوس على وظيفة الأوعية.

 

أمّا المجموعة التي تناولت شراباً غنياً بالفلافانولات المستخلصة من الكاكاو فلم تشهد أي تراجع في المرونة أو تدفّق الدم. النتيجة اللافتة أنّ اللياقة البدنية لم تمنح الرياضيِّين حصانة من ضرر الجلوس، بينما الفلافانولات فعلت. هذا يضع تغذية الأوعية في مرتبة أساسية إلى جانب الحركة، وليس بديلاً عنها.

 

تكمن قوّة الفلافانولات في دورها الحيَوي داخل الخلايا البطانية التي تبطن جدران الأوعية. هذه المركّبات الطبيعية، الموجودة في الكاكاو غير المعالج والشاي وبعض الفواكه، تعزّز إنتاج أكسيد النيتريك، الجزيّء المسؤول عن إرخاء جدران الشرايين وتوسيعها، ممّا يحسّن تدفّق الدم ويُخفِّف الضغط. كما أنّها تُقلِّل الالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان مرتبطان بتصلَّب الشرايين وأمراض القلب.

 

تطبيق نتائج هذه الأبحاث ليس معقّداً. يمكن للنظام الغذائي أن يُقدِّم دعماً عملياً إذا كانت طبيعة العمل تتطلّب الجلوس.

 

اختيار الكاكاو الطبيعي الداكن أو الشوكولاتة التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو يُعزِّز الحصول على الجرعة المطلوبة من الفلافانولات، بينما يساعد استبدال المشروبات المحلاة بالشاي الأخضر أو الأسود على تأمين مصدر ثابت للبوليفينولات. إدخال الفواكه مثل التوت والعنب والتفاح إلى الوجبات اليومية يُضيف طبقة أخرى من الحماية.

 

لكن مهما بلغت فاعلية الفلافانولات، تظل الحركة حجر الأساس. الوقوف أو المشي لدقائق كل نصف ساعة يُعيد تنشيط الدورة الدموية بطريقة لا يمكن لأي غذاء أن يعوّضها.

 

وعند الجمع بين نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة ونمط حياة نشط، تصبح الوقاية من أمراض القلب والأوعية أكثر قوّة وتكاملاً، خصوصاً في عالم يُملي على كثيرين ساعات طويلة من الجلوس.

الأكثر قراءة